Meta على حافة خسارة تاريخية… والسبب؟ رسوم ترامب ضد التنين الصيني

3 د
توقعات بخسارة "ميتا" 7 مليارات دولار بسبب تراجع إنفاق الإعلانات الصينية.
تمثل الصين حوالي 11% من عائدات ميتا الإعلانية العالمية رغم غيابها عن السوق الصيني.
قد يعمق الركود الاقتصادي المتوقع خسائر ميتا إلى 23 مليار دولار عام 2025.
شهدت أسهم ميتا انخفاضًا بنسبة 19% وسط التوترات التجارية والركود المحتمل.
من الواضح أن الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين لن يمر دون عواقب ملموسة، وهذه المرة قد يكون عملاق التكنولوجيا "ميتا" على موعد مع خسائر ضخمة بسبب تداعيات التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين.
تراجع إعلانات تجار التجزئة الصينيين يهدد أرباح ميتا
أحدث تقرير لمؤسسة "موفيت ناثانسون"، وهي شركة مرموقة لتحليل الأسواق المالية، أشار مؤخراً إلى أن شركة "ميتا" – التي نعرف أنها الشركة الأم لكل من فيسبوك وإنستغرام - قد تشهد تراجعًا في عائداتها هذا العام بنحو 7 مليارات دولار، بسبب تخفيض شركات التجزئة الصينية الكبرى مثل "تيمو" و"شي إن" إنفاقها الإعلاني في الولايات المتحدة على منصات الشركة، وذلك على خلفية القرارات الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس ترامب.
وفي تقريرها السنوي الأخير، كشفت ميتا أن عائداتها من المعلنين المقيمين في الصين بلغ حوالي 18.35 مليار دولار عام 2024، وهو ما يمثل قرابة 11% من إجمالي إيراداتها العالمية. ورغم أنه لا يوجد لدى ميتا منصات فعالة أو مستخدمون داخل السوق الصيني نفسه، فإن المعلنين الصينيين - وعلى رأسهم تجار التجزئة الكبار على الإنترنت - يمثلون مصدرًا ضخمًا للإعلانات، خاصة لاستهداف المستهلك الأمريكي.
لماذا خفضت الشركات الصينية الكبرى إنفاقها؟
في أعقاب فرض إدارة ترامب تعاريف جمركية مشددة تجاه الصين، خفضت شركات التجارة الإلكترونية مثل "تيمو" من ميزانياتها الإعلانية على منصات ميتا، مما انعكس سلبًا على أدائها في الولايات المتحدة. ووفقًا لتقرير نشرته CNBC، شهد تطبيق "تيمو" بالفعل انخفاضاً كبيراً في ترتيبه على "متجر تطبيقات أبل" في الولايات المتحدة بعد القرار الأمريكي.
وتؤكد مؤسسة "موفيت ناثانسون" أن الصين تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث حجم الإيرادات التي تجلبها للشركة، حتى مع غياب منصات الشركة وعملائها عن السوق الصينية الفعلية داخل الصين، ما يبرز مدى أهمية السوق للمعلنين الصينيين في استهداف المستهلكين في أسواق أخرى.
مخاطر اقتصادية أكبر في ظل توقعات الركود المقبلة
لكن المشكلة لا تقف هنا فقط، بل قد تصبح الأمور أسوأ بكثير في ظل مخاوف متزايدة من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود. وبحسب الكثير من المحللين الاقتصاديين ومديري الشؤون المالية للشركات الكبرى، فإن احتمالية دخول الاقتصاد في مرحلة تراجع حاد مرتفعة جداً خلال هذا العام.
وفي حال حدوث ركود حقيقي ومطول، قد يتسبب هذا - بحسب توقعات ذات المؤسسة البحثية - في فقدان ميتا حوالي 23 مليار دولار من عائداتها الإعلانية عام 2025، ما يسبب تراجعًّا كبيرًا في أرباح الشركة قد يصل إلى نحو 25%.
ذلك أن الشركة تقع بين ضغطين اقتصاديين في آنٍ واحد؛ الأول يتمثل في ضعف السوق الإعلاني التقليدي الناجم عن الركود المحتمل، والثاني من انخفاض إنفاق المعلنين الصينيين بسبب التوتر التجاري بين البلدين.
تراجع في أداء سهم ميتا وأسئلة حول المستقبل
وفي الفترة الأخيرة، شهدت أسهم شركة "ميتا" انخفاضًا ملحوظًا بنسبة تقترب من 19%، حيث وصل سعر السهم إلى حوالي 499.36 دولار منذ تولي ترامب مهام ولايته الرئاسية الثانية. ولا يزال بعض المحللين يوصون بشراء السهم، إلا أن مؤسسة "موفيت ناثانسون" نفسها اضطرت مؤخراً إلى تعديل تقديراتها بخفض السعر المستهدف للسهم من 710 دولار إلى 525 دولارًا فقط.
ويترقب المستثمرون باهتمام كبير نتائج الربع الأول من هذا العام التي ستعلن عنها شركة "ميتا" قريباً يوم الأربعاء القادم، وهو ما سيوضح بشكل أكبر تأثير هذه الأحداث والمتغيرات على أداء الشركة.
في الختام، أصبح واضحاً تأثير الحرب التجارية بين القوتين الكبريين الولايات المتحدة والصين على الشركات الكبرى مثل ميتا، ويبقى أمامنا انتظار ما ستحمله الأشهر القادمة من تطورات اقتصادية وسياسية وربما قرارات ستشكل منعطفاً جديداً.