ذكاء اصطناعي

تحكم أوسع في نمط تفكير GPT-5 مع التحديثات الجديدة من ChatGPT

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أطلقت شركة OpenAI تحسينًا جديدًا يمكّن المستخدمين من التحكم بمستوى “التفكير” في نموذج GPT-5.

تقدم الخاصية للمشتركين خيارات متعددة تتراوح بين السرعة الفائقة والاستدلال الأعمق.

تهدف هذه الخطوة إلى تخصيص التجربة لكل مستخدم وفق احتياجاته.

التركيز الآن على تحسين الكفاءة وتقليل الضغط على الموارد الحوسبية.

التوجه الجديد يفتح الباب أمام نماذج مستقبلية أكثر دقة ومرونة.

أعلنت شركة OpenAI عن إضافة جديدة إلى منصتها، تمكّن المشتركين في باقات Plus وPro من التحكّم بمستوى "التفكير" في نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-5-Thinking، عبر زر تبديل بسيط يغيّر حجم الجهد الذي يبذله النموذج في عملية الاستدلال والإجابة. هذه الخطوة التي بدأت بالوصول إلى المستخدمين مؤخرًا، تفتح نقاشًا أوسع حول معنى التخصيص في الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يؤثر على تجربة الاستخدام الفعلية.


من منزلق إلى زر: تبسيط السيطرة على الذكاء الاصطناعي

كانت الشركة قد جرّبت سابقًا واجهة تعتمد على شريط منزلق يتيح ضبط دقيق لمستويات التفكير، قبل أن تستقر على تصميم أكثر بساطة يعتمد على زر واحد. بحسب التفاصيل الرسمية، يتوزّع مستوى الجهد أو ما يسمّى داخليًا «قيمة العصير - Juice» بين أرقام مختلفة تبدأ من 5 للسرعة الفائقة (Light) وحتى 200 لأقصى قدر من الاستدلال (Heavy) الذي يتيحه النموذج لمشتركي Pro.

  • المستوى Light (قيمة 5): إجابات فورية وسطحية، متاح لمشتركي Pro.
  • المستوى Standard (قيمة 18): التوازن بين سرعة الرد وجودة الاستنتاج.
  • المستوى Extended (قيمة 64): تفصيل أعمق ووقت أطول للمعالجة.
  • المستوى Heavy (قيمة 200): أقصى جهد استدلالي متاح حاليًا، مخصص للمستخدمين المحترفين.

هذا التدرج في "طاقة التفكير" يمنح المستخدم هامشًا أكبر لتكييف الذكاء الاصطناعي مع احتياجاته: من المحادثة السريعة شبيهة بالمساعدات التقليدية، إلى الاستشارات التقنية أو الإبداعية التي تتطلب معالجة موسّعة. اللافت أن OpenAI تقدّم هذه المرونة عبر واجهة بسيطة، بدلًا من إغراق المستخدم بخيارات تقنية يصعب تفسيرها.


ما الذي يعنيه هذا للمستخدمين ولصناعة الذكاء الاصطناعي؟

التحكّم في "قوة التفكير" يضيف بُعدًا جديدًا لتجربة الاستخدام. فهو ليس مجرّد تعديل للأداء، بل يمثل اتفاقًا ضمنيًا بين المستخدم والأداة: ما هو الثمن الزمني أو الحسابي الذي يرغب بتحمّله مقابل مستوى أعمق من الذكاء؟ يشبه الأمر قرار المهني الذي يختار بين أداة سريعة ذات دقة محدودة وأخرى أبطأ لكنها أكثر تفصيلًا.

هذا التوجّه يعكس أيضًا إدراكًا متزايدًا لمخاطر استنزاف الموارد. تشغيل الذكاء الاصطناعي عند مستويات استدلال عالية يتطلب طاقة حوسبية أضعاف المستويات العادية، وبالتالي فإن تقديمه كلّ خيار بحسب احتياج المستخدم يخفّف الضغط على البنية التحتية عالميًا ويوزّع الاستهلاك بشكل مرن. ومن جهة أخرى، قد يُعيد التوازن لمعادلة الكلفة، ولا سيما مع توسع الشركة في تقديم باقات منخفضة السعر مثل خطة $4 GPT Go.


"التغيير ليس فقط في طبيعة الإجابات، بل في تمكين المستخدم من تحديد مستوى الجهد الذي يحتاجه ذكاء اصطناعي بحجم GPT-5."

يأتي هذا الإعلان في وقت يتزايد فيه اهتمام السوق بالذكاء الاصطناعي التوليدي وتخصيصه لمجالات الاستخدام المختلفة، من التعليم إلى تطوير البرمجيات. وقد سبقت OpenAI إلى هذه المقاربة شركات أخرى من خلال نماذج متنوعة في السعر والقدرات، إلا أن اعتماد نظام "مستويات التفكير" يطرح كمسار جديد قد يعيد تعريف المعايير المستقبلية لتصميم واجهات الذكاء الاصطناعي.

ذو صلة

خطوة نحو مستقبل أكثر تخصيصًا

إذا كان الجيل الأول من المساعدات الرقمية قد ركّز على تقديم إجابة سريعة وموحّدة لجميع المستخدمين، فإن الجيل الحالي يخطو باتجاه تمكين الفرد من ضبط عمق التجربة ذاتها. هذا التحوّل قد يفتح الباب لنماذج أكثر دقة في التخصص الوظيفي، وكذلك لتجارب مُفصّلة بحسب الصناعات أو الاحتياجات الفردية. وبينما يشهد المجال تنافسًا شديدًا بين كبريات الشركات التقنية، يبقى الرهان الحقيقي على قدرة هذه الأدوات أن تتكيّف مع الاستخدام البشري اليومي، لا أن تفرض إيقاعها الخاص.

ذو صلة