ذكاء اصطناعي

سام ألتمان: هذه الوظائف في طريقها للانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

صرّح الرئيس التنفيذي لـ OpenAI بأن وظائف خدمة العملاء من أول المهن المهددة بالزوال بالذكاء الاصطناعي.

تواجه الشركات تحديات في التعامل مع المواقف غير النمطية رغم اعتمادها على الأتمتة.

أكد ألتمان أن المهام البرمجية النمطية قد تكون التالية في قائمة تغيرات الذكاء الاصطناعي.

التعليم والتخطيط المهني مطالبان بالتركيز على المهارات التي لا يمكن للأجهزة الذكية إتقانها.

تحذير ألتمان ينبه على أن التنمية التكنولوجية قد تحدث بوتيرة أسرع مما هو متوقع.

أثار تصريح جديد للرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، الكثير من الجدل بعد أن أكد بثقة أن وظائف خدمة العملاء ستكون من أوائل المهن التي ستختفي بفعل الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك عبر حوار متلفز، حيث لمح ألتمان إلى أن التحول قد لا يكون تدريجياً كما اعتدنا، بل سيحدث بوتيرة سريعة وصادمة في بعض القطاعات الحيوية.


خدمة العملاء في عين العاصفة

بحسب ألتمان، المهام المتكررة وذات الطابع الروتيني التي تُنجز عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني قابلة للأتمتة الكاملة، إذ يستطيع الذكاء الاصطناعي التدرب على السيناريوهات الشائعة والرد بشكل أسرع وأكثر اتساقًا. هذه الرؤية ليست نظرية بالكامل، فقد باتت بعض الشركات تُدخل بالفعل روبوتات محادثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي في مراكز الدعم، محاولة تخفيض التكاليف وتسريع الاستجابة.

لكن المفارقة أن دراسات استشارية مثل تقارير غارتنر الأخيرة تشير إلى أن العديد من المؤسسات التي قررت الاستغناء عن الموظفين لصالح أنظمة آلية، تُعيد النظر لاحقًا أمام صعوبة معالجة المواقف غير النمطية وإدارة الغضب البشري. وهذا يضعنا أمام واقع مزدوج: نعم، الأتمتة ممكنة، لكن ليس بالمستوى الذي يطمح إليه التنفيذيون في المدى القصير.


المبرمجون على خط الخطر

لم يستثنِ ألتمان المبرمجين، موضحًا أن المهام البرمجية النمطية قد تكون التالية في قائمة التغييرات. فالأجزاء المتكررة مثل توليد الشيفرة المعيارية أو إصلاح الأخطاء الصغيرة أصبحت بالفعل من اختصاص نماذج الذكاء الاصطناعي. غير أن تطوير أنظمة معقدة، أو اتخاذ قرارات إبداعية، أو التعامل مع بنى تحتية حساسة، كلها تبقى صعبة الاختراق أمام قدرات الخوارزميات الحالية.

  • أعمال خدمة العملاء المعتمدة على سكربتات جاهزة قابلة للاستبدال.
  • إصلاح الأخطاء البرمجية الصغيرة باستخدام أدوات توليد الشيفرة.
  • تصميم تجارب تفاعلية أو واجهات استخدام يتطلب حسًا إنسانيًا لن يزول سريعًا.
  • المهام الإبداعية، مثل كتابة سيناريوهات أو استراتيجيات تسويق معيّنة، ما زالت بعيدة عن الاستبدال الكامل.

انعكاسات على التعليم وتخطيط المسار المهني

ذو صلة

هذه التوجهات تضع الطلاب وصناع القرار في قطاع التعليم أمام تحديات صعبة. فإذا كانت المهام الروتينية مهددة، يصبح التميز مرتبطًا بمهارات لا يمكن للأدوات الذكية إتقانها: الإبداع، الحكم السليم، والقدرة على التعاطف. في هذا السياق، يمكن إعادة النظر في مناهج التعليم العالي ومراكز التدريب لإيلاء أهمية لمجالات التفكير النقدي والاتصال البشري.

المثير في مقاربة ألتمان هو اعتقاده بأن فترة التحول قد لا تمتد لعقود، بل لسنوات قليلة. هذا يخلق حالة توتر في سوق العمل، إذ يحاول الأفراد اللحاق بالمتطلبات الجديدة، بينما توازن المؤسسات بين خفض التكاليف والحفاظ على رضا العملاء. المسار لن يكون خطيًا، وربما يشهد تقلبات بين اندفاع للأتمتة وعودة إلى الحلول البشرية. لكن المؤكد أن وعي العاملين بطبيعة هذه التغيرات والاستثمار في المهارات الإنسانية سيكونان الفارق الحقيقي في النجاة.

ذو صلة