مارك زوكربيرج يكشف دوافع استثمارات ميتا الضخمة في الذكاء الاصطناعي ويتفق مع سام ألتمان حول فقاعة القطاع المحتملة

3 د
اعترف زوكربيرغ أن سوق الذكاء الاصطناعي قد يكون في "فقاعة" محتملة.
رغم المخاطر، يشير زوكربيرغ إلى أن بناء البنية التحتية ضرورية للمستقبل.
ألتمان يرى أن الأسواق تبالغ في تضخيم الذكاء الاصطناعي لكنه تطور حيوي.
نجاحات الفقاعات السابقة تؤكد أن الخسائر لا تلغي القيمة الطويلة الأمد.
السباق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي يظهر تحديد ملكية الاقتصاد المستقبلي.
أقرّ مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بأن سوق الذكاء الاصطناعي قد يكون بالفعل في حالة "فقاعة" مشابهة لفقاعات تاريخية مثل "هوس السكك الحديدية" في القرن التاسع عشر أو فقاعة الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي. جاء ذلك خلال مشاركته في بودكاست "Access"، حيث أشار إلى أن الإنفاق الضخم على بناء بنية تحتية قد يسبق احتياجات السوق الحقيقية، لكن المخاطرة الأكبر تكمن في عدم الاستثمار من الأساس.
استثمار رغم احتمالية الفقاعة
زوكربيرغ أوضح أن العديد من الفقاعات السابقة انتهت بانهيار مالي، لكن الهياكل التي تركتها خلفها ساهمت لاحقًا في تقدم قطاعات بأكملها. شبّه ذلك بما يجري اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن بناء النماذج والبنى التحتية الآن قد يضع الأساس لأجيال قادمة من التطبيقات والخدمات. وأضاف: "إذا خسرنا مئات المليارات فهذا مؤسف، لكن الخطر أكبر إذا فاتنا قطار الذكاء الفائق".
هذه الرؤية تتقاطع مع تصريحات حديثة للرئيس التنفيذي لـ أوبن إيه آي، سام ألتمان، الذي وصف الذكاء الاصطناعي بأنه "نواة حقيقة" تبالغ الأسواق في تضخيمها، لكنه في الوقت نفسه أكثر التطورات أهمية منذ وقت طويل.
- زوكربيرغ: الفقاعة محتملة لكن بناء الشبكات لن يضيع هباءً.
 
- ألتمان: المستثمرون متحمسون أكثر من اللازم، لكن التقنية مصيرية.
 
- إريك شميدت: ما يحدث ليس فقاعة، بل تحول صناعي كامل.
 
— مارك زوكربيرغ
"هل نحن أمام استثمار قد يكون مبالغًا فيه؟ ربما، لكن تجاهله سيكون خطأ أكبر".
بين تشبيه الماضي ورهانات المستقبل
تاريخيًا، أثبتت الفقاعات الكبرى أن الخسائر لا تنفي القيمة طويلة الأمد للبنية التحتية التي تُبنى خلالها. السكك الحديدية خلقت روابط اقتصادية جديدة رغم إفلاس شركاتها الأولى، وفقاعة الإنترنت مهدت لشركات عملاقة مثل أمازون وجوجل. اليوم يتكرر النقاش ذاته حول مراكز البيانات، وحدات المعالجة الرسومية، والنماذج اللغوية الضخمة.
وفق مراقبين، القيمة الحقيقية لا تتعلق فقط بتطوير الخوارزميات، بل بقدرة الشركات على إيجاد تطبيقات عملية ومستدامة، مثل تحويل مراكز الذكاء الاصطناعي إلى أدوات في الطب، التعليم، والتصنيع. هذا ما يفسر سباق الشركات الكبرى - من ميتا إلى مايكروسوفت - للاستحواذ على البنية الأساسية منذ الآن.
في العالم العربي، يثير هذا النقاش سؤالاً جوهريًا حول موقع المنطقة من هذا السباق: هل تنشغل الحكومات والشركات ببناء بنية تحتية محلية للذكاء الاصطناعي، أم تظل مستهلكة لحلول جاهزة تُبنى في الخارج؟ الإشارة الأخيرة لإطلاق شراكات في مجالات التعليم والبحث توحي بأن المنطقة بدأت تتحرك ببطء، لكن بعد سنوات قد يظهر أن هذه المرحلة كانت فاصلة.
من هذا المنظور، تصبح تصريحات زوكربيرغ وألتمان ليست مجرد تحذيرات أو تبريرات، بل انعكاسًا لمعركة استباقية تدور حول من سيملك "النظام العصبي" للاقتصاد العالمي القادم. وما بين فقاعة محتملة أو تحول صناعي فعلي، يبقى المؤكد أن تجاهل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي قد يكون الخطأ الأكثر كلفة.









