المكسيك تقاضي غوغل بسبب «خليج أمريكا» إرضاءً لترامب….. هل الخليج العربي هو التالي؟

3 د
أزمة دبلوماسية تتصاعد بين المكسيك وجوجل بسبب تسمية "خليج المكسيك".
المكسيك ترى الإجراء محاولة لطمس تسميات تاريخية مستقرة 400 عام.
جوجل تعتمد تسمية جديدة استجابة لأمر تنفيذي سابق لترامب.
مكسيكو تطالب باستخدام "خليج أمريكا" فقط داخل الحدود الأمريكية.
الجدل يعكس التداخل بين السياسة والتكنولوجيا وتأثيرها على الشركات الكبرى.
تصاعدت حدة الأزمة الدبلوماسية مؤخراً بين المكسيك وعملاق التكنولوجيا الأمريكي "جوجل"، بعد أن تقدمت الحكومة المكسيكية بدعوى قضائية ضد الشركة بسبب تسمية خليج المكسيك بـ "خليج أمريكا" في خرائط جوجل داخل الولايات المتحدة، استجابةً لأمرٍ تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلنت كلاوديا شينباوم، رئيسة المكسيك، عن رفع الدعوى القضائية في مؤتمر صحفي مؤخراً، مشيرةً إلى أن القضية قد قُدمت بالفعل، ولكنها لم توضح بعد تفاصيل إضافية حول مكان أو توقيت رفع الدعوى. وأكدت أن الحكومة المكسيكية ترى في هذا الإجراء تعدياً واضحاً على حقوقها الإقليمية ومحاولة لطمس تسميات تاريخية وجغرافية مستقرة لأكثر من 400 عام.
وترجع جذور القضية إلى أمر تنفيذي كان قد وقعه ترامب يلزم بإعادة تسمية الخليج باسم "خليج أمريكا" داخل الولايات المتحدة فقط. وبالفعل، اعتمدت جوجل تسمية خليج أمريكا في نسختها لتطبيق الخرائط على الأراضي الأمريكية. وفي ردها على خطابات الاحتجاج السابقة من وزارة الخارجية المكسيكية، قالت الشركة إنها تعتمد سياسات تسمية "محايدة ومتسقة في جميع المناطق"، ما أشعل جدلاً واسعاً داخل حدود المكسيك التي ترفض هذه التسمية بشدة.
وترى الحكومة المكسيكية أن اسم "خليج أمريكا" إنما يجب أن يقتصر استخدامه فقط ضمن الحدود الأمريكية، إن كان للولايات المتحدة رغبة في استخدام هذا الاسم الجديد، وليس على أجزاء من المياه الإقليمية المكسيكية. وفي المقابل، تمسكت جوجل بموقفها قائلةً على لسان نائب رئيس الشركة للشؤون الحكومية، كريس تيرنر، إن التسمية الجديدة ستبقى معتمدة في خرائط جوجل، مما دفع المكسيك إلى اللجوء إلى القضاء.
ولا يقتصر الجدل حول هذه القضية على الدولتين المعنيتين فقط، بل امتدت أصداؤه لتشمل منظمات صحفية مثل وكالة "أسوشيتد برس" التي أشارت صراحةً إلى رفضها اعتماد الاسم الجديد "خليج أمريكا"، ما تسبب في إصدار إدارة ترامب قرارات تقييدية ضد الوكالة تمنع صحفييها من تغطية لقاءات وأحداث حضرتها إدارة ترامب. وعلى إثر ذلك، رفعت الوكالة دعوى قضائية مستندةً إلى مبادئ حرية الصحافة والتعبير، وحكم فيدرالي مؤخراً لصالح الوكالة سمح لها بمعاودة تغطية الأحداث الرسمية.
يأتي هذا الخلاف في سياق أوسع يعكس التداخل بين السياسة والتكنولوجيا وكيفية تأثير القرارات السياسية على الشركات التقنية الضخمة. ومع استمرار القضية في القضاء، يبقى من المهم توضيح المصطلحات المستخدمة بدقة في خرائط جوجل، فمن الناحية الفنية والتاريخية، لا يزال الاسم الرسمي للخليج والمستخدم عالمياً هو "خليج المكسيك".
لإنهاء هذا الجدل الذي حظي باهتمام كبير، قد يكون من المفيد إجراء محادثات بين الجهات المختلفة حول حل وسط، مثل اعتماد كلا الاسمين داخل حدود كل دولة، أو وضع إشارة واضحة للتنويه بأن الاسم المتداول يختلف من منطقة لأخرى، حفاظاً على الحيادية والتوازن وعدم خلق حساسيات جديدة في المنطقة.
وفي خضم هذا التوتر المتصاعد، تتجه الأنظار نحو زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأسابيع المقبلة، حيث تزايدت التكهنات بشأن نيّته إثارة ملف تسمية "الخليج العربي". وقد نُقل عن مصادر قريبة من فريقه أنه يعتبر الاسم الحالي "محفّزاً للانقسام" في بعض الأوساط الأمريكية، ويقترح النظر في تسميات بديلة مثل "الخليج الدولي" أو حتى "خليج السلام"، في محاولة لترويج مقاربة جديدة أكثر "حيادية" من وجهة نظره.
هذه التصريحات، وإن لم تصدر بعد بشكل رسمي، أثارت قلقاً أولياً لدى بعض الدول الخليجية التي ترى في هذه التسمية بعداً سيادياً وتاريخياً لا يقبل المساومة. ويخشى مراقبون من أن يتكرر سيناريو "خليج أمريكا" في خرائط غوغل، خصوصاً مع النفوذ السياسي والإعلامي المتزايد الذي يتمتع به ترامب في أوساط شركات التكنولوجيا الكبرى.