ماسك يُستجوب من داخل شركته: أسئلة صعبة من إدارة تيسلا بسبب تناقضات خطيرة

3 د
تؤجج ضغطة واحدة من إيلون ماسك على "إكس" قضايا داخل تسلا.
يثير إنكار ماسك لتقرير إلغاء سيارة اقتصادية استياء مديري تسلا.
يدفع التوتر مدراء تسلا لاستجواب ماسك عن تصريحاته على "إكس".
يؤكد ماسك استمرار الإلغاء في مكالمة مع المستثمرين، ويثير الشكوك حول تصريحاته.
قد تؤثر تغريدات ماسك على مستقبل تسلا وقيمة أسهمها.
"تغريدة" واحدة قد لا تكلف شيئاً بالنسبة لأي مستخدم عادي، لكن حين يضغط إيلون ماسك زر الإرسال على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، فالأمر مختلف تماماً. مؤخراً، أثارت تغريدة لماسك جدلاً واسعاً عرّضه لاستجواب داخلي من كبار المسؤولين في شركته تسلا، الذين فوجئوا بقوله شيء على عكس ما أقره داخل الاجتماعات المغلقة.
تعود جذور القضية إلى العام الماضي، عندما نشرت وكالة رويترز تقريراً يؤكد أن تسلا تخلّت رسمياً عن مشروع تقديم سيارة كهربائية اقتصادية بسعر حوالي 25 ألف دولار، وقررت بدلاً من ذلك التركيز على مشروع "روبوتاكسي" وهي سيارة أجرة ذاتية القيادة بالكامل. حينها، رد ماسك بغضب ووصف رويترز بالكاذبة في تغريدة أثارت الجدل، لكن المفارقة أن بين مسؤولي تسلا من كانوا على علم مسبق بأن الشركة قد ألغت بالفعل المشروع الاقتصادي.
وتصاعد التوتر داخل مقر تسلا، مما دفع بعدد من كبار المديرين التنفيذيين إلى طرح أسئلة مباشرة على ماسك حول الأسباب الحقيقية وراء نفيه لمعلومة كانوا على ثقة تامة بصحتها. وبحسب مصادر مطلعة أعادت رويترز نفسها نقل شهاداتها، أكد ماسك داخلياً أمام مسؤوليه أن قرار الإلغاء لا يزال سارياً ولم يتغير، وهو أمر تأكَّدَ لاحقاً عندما صرح ماسك في مكالمة مع المستثمرين بأن إنتاج سيارة تسلا بـ25 ألف دولار "سيكون بلا جدوى".
وهذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها ماسك نفسه في مشكلة قانونية محتملة بسبب تغريداته. فالرئيس التنفيذي المعروف بمزاجيته وتصريحاته المثيرة للجدل، كان قد تورط بالفعل مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بسبب تغريدة تعود لعام 2018، قال فيها إنه "ينوي تحويل تسلا إلى شركة خاصة بسعر 420 دولاراً للسهم". تلك التغريدة التي كلفته وشركته حوالي أربعين مليون دولار كغرامة، لا تزال مثالاً حياً على المخاطر التي قد تسببها تصريحات رجل أعمال بقوة وتأثير ماسك.
وبحسب اتفاق تسوية سابق مع الـ"SEC"، يجب على ماسك أن يحصل على موافقة محامٍ من الشركة قبل نشر أي تغريدة تتعلق بتسلا أو نشاطاتها. إلا أنه وفقاً لرويترز نقلاً عن مصادر مطلعة، يصرح ماسك للمقربين باستمرار أنه "لا يستشير أي محامٍ قبل أن يغرد"، وهو اعتراف إن صح سيكون مثار اهتمام لجنة الأوراق المالية وربما تفتح مجدداً باب التحقيق مع الشركة ومديرها التنفيذي.
لا يُعرف حالياً ما إذا كانت لجنة الأوراق المالية الأمريكية قد تواصلت بالفعل مع تسلا في هذه القضية الأخيرة، أو إن كان ماسك قد أدرك حجم القلق الذي تنامى بين المديرين التنفيذيين في شركته وتصرف بناء على ذلك.
ويبقى موقف ماسك المتكرر مثيراً للحيرة والتساؤل، خاصة أن تغريداته لا تقتصر على نقاشات المستخدمين عبر الإنترنت، بل يمكنها التأثير مباشرة على مصير عملاق صناعة السيارات الكهربائية وقيمة أسهمه في الأسواق. ربما يكون من المفيد لماسك في المستقبل أن يوضح أفكاره بشكل أفضل ويحرص على التنسيق داخلياً قبل التغريد، فالشفافية والانسجام بين تصريحاته وقرارات الشركة قد تشكل عامل استقرار هاماً في ظل سوق شديدة التقلب.