ذكاء اصطناعي

في عصر الكهرباء… اليابان تُراهن على البنزين: CX-30 2025 محرك 2.5L بسعر السيارات الصينية الكهربائية

في عصر الكهرباء… اليابان تُراهن على البنزين: CX-30 2025 محرك 2.5L بسعر السيارات الصينية الكهربائية
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

مازدا تقدم CX-30 2025 بمحرك تقليدي لتوفير تجربة قيادة كلاسيكية ممتعة.

يبدأ السعر من 31,000 يورو، منافسة للسيارات الصينية الكهربائية.

يعتمد التصميم على فلسفة "سكاي أكتيف" لضمان الاعتمادية واقتصادية الوقود.

السيارة مجهزة بتكنولوجيات حديثة وتصميم فخم بأسلوب "كودو".

تراهن مازدا على محبي البساطة والقيادة التقليدية في ظل التحول الكهربائي.

في عصر السيارات الكهربائية والهجينة، حيث يكاد العالم بأكمله يتجه نحو تقنيات صديقة للبيئة، قررت مازدا اليابانية أن تسبح عكس التيار وتعود إلى الجذور؛ بإعادة تقديم سيارة دفع رباعي بمحرك تقليدي بسعة 2.5 لتر وبسعر ينافس السيارات الكهربائية الصينية.

هذا الإعلان غير المتوقع يتعلق بالموديل الجديد لعام 2025 من طراز CX-30، السيارة الكروس أوفر اليابانية ذات الشعبية الواسعة. وبينما تتسارع خطوات العالم نحو سيارات كهربائية وهوائية ومحركات تيربو صغيرة ذات أداء مرتفع، اختارت مازدا تجهيز سيارتها بمحرك تقليدي تنفس طبيعي (غير مزود بتيربو)، يقدم قوة متوازنة وقيادة سلسة مباشرة قد يفضلها العديد من السائقين الباحثين عن اعتماد أقل على التكنولوجيا، مقابل أداء مستقر وموثوق.

وينطلق التسويق الرسمي لـ CX-30 2025 بأسعار تبدأ من 31,000 يورو في فئتها «برايم لاين»، وهو سعر منافس جداً، حيث يتقارب مع أسعار السيارات الكهربائية الصينية والهجينة الموجودة بالسوق. بهذا القرار، تراهن مازدا على شريحة من السائقين الذين لم يتخذوا بعد قرار التحول للسيارات الكهربائية، والذين يفضلون درجة بسيطة من التكنولوجيا وأداءً سلساً وأكثر موثوقية، بدلاً من تقنيات معقدة قد تكون صعبة الصيانة وغير مألوفة بالنسبة لهم.

وهذا القرار ملفت للنظر حقاً، لأن معظم سيارات الدفع الرباعي والكروس أوفر في الوقت الحالي تستخدم محركات هجينة أو كهربائية لتحقيق استهلاك قليل للوقود وانبعاثات أقل. على العكس من ذلك، فإن مازدا تعتمد على محرك «سكاي أكتيف» الشهير بسعة 2.5 لتر، والذي يمنح قائد المركبة تجربة قيادة طبيعية تتميز باستجابة مباشرة ومرونة في القوة والعزم. كما تبلغ قوة المحرك حوالي 192 حصاناً، ما يجعل السيارة تتمتع بأداء معقول مع استجابة تدريجية ومريحة، تعود بالسائقين إلى شعور القيادة الكلاسيكية التي كادت تختفي اليوم وسط موجة المحركات التيربو والكهربائية.

والملفت أكثر في السيارة اليابانية الجديدة أن هذا الخيار التقليدي يستهلك وقوداً بشكل جيد بالرغم من غياب المحركات الكهربائية الداعمة، حيث يصل معدل استهلاك الوقود إلى حوالي 6.8 لتر لكل 100 كيلومتر، وبهذا الأداء الاقتصادي تتجنب السيارة أيضاً العديد من الضرائب البيئية المرتفعة، مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تقارب 154 غراماً لكل كيلومتر، وهو رقم معقول بالنسبة لمحرك بهذا الحجم وبهذه القوة.

وترتبط هذه الخطوة الجريئة مع فلسفة مازدا الطويلة: الاعتماد على تجربة القيادة البسيطة الممتعة والعملية. فهذا المحرك التقليدي يضمن مستوى عالياً من الاعتمادية وتقليل المشاكل الميكانيكية المتكررة التي أحياناً ترافق المحركات التيربو الحديثة، ويمنح السائق اتصالاً مباشراً وأكثر سلاسة مع السيارة يفضله الكثير من عشاق القيادة الكلاسيكية.

وتأتي مازدا CX-30 أيضاً مزودة بتجهيزات قياسية وطراز داخلي أنيق يفوق ما تقدمه سيارات أخرى بهذا السعر، مثل شاشة لمس بقياس 8.8 بوصة، مع دعم تطبيقات Apple CarPlay وAndroid Auto، ومثبت سرعة تكيفي، ومساعد الفرامل الطارئة. وتتميز السيارة أيضاً بالتصميم الحيوي «كودو» الذي يميز مازدا، حيث تجمع بين اللمسات العصرية والتصميم الراقي.

ذو صلة

بفضل حجمها العملي، إلى جانب مستوى تجهيزاتها الغنية من الداخل، تنجح مازدا CX-30 في تقديم خيار واقعي وعملي يسهل قيادته يومياً ولا يفتقر للمزايا التي توفر الراحة والمتعة على الطرقات الطويلة وداخل المدن.

في الختام، يبرز القرار الجريء لشركة مازدا في طرح سيارة تقليدية بمحرك طبيعي وسط موجة التوجه نحو السيارات الكهربائية، كرهان ذكي لاستقطاب محبي البساطة والتصميم العملي والقيادة الكلاسيكية. يبقى فقط أن نرى إن كانت السوق العالمية مستعدة للعودة خطوة إلى الوراء من أجل قيادة ممتعة وأكثر طبيعية، أو إذا كانت مازدا ستحتاج قريباً إلى إعادة التفكير في خيارها الجريء هذا وتصميم استراتيجية جديدة تتوافق أكثر مع متطلبات المستقبل الكهربائي.

ذو صلة