ذكاء اصطناعي

إيلون ماسك يفاجئ عملاء تسلا: القيادة الذاتية الكاملة ليست كما وُعدتم!

إيلون ماسك يفاجئ عملاء تسلا: القيادة الذاتية الكاملة ليست كما وُعدتم!
مجد الشيخ
مجد الشيخ

4 د

صرح إيلون ماسك بعدم إمكانية توافر تقنية القيادة الذاتية الكاملة مع الجيل الثالث من المعدات.

أعرب العديد من عملاء تسلا عن استيائهم بسبب الوعود غير المحققة والاعتراف بالمشاكل التقنية.

التزمت تسلا بتحمل تكاليف تحديث المعدات للعملاء لتخفيف الانتقادات والغضب.

تعرضت الشركة لضغط مالي كبير وقد تواجه منافسة متزايدة من شركات ناشئة أخرى.

جاء تصريح مفاجئ من الملياردير الشهير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الكهربائية الأمريكية "تسلا"، ليقلب الأمور رأسًا على عقب، خصوصاً بين الفئة التي وضعت ثقتها وأموالها في وعود الشركة المتعلقة بتقنيات القيادة الذاتية الكاملة (FSD). فبعد نحو تسع سنوات من الوعود والتطمينات، خرج ماسك ليقول صراحة أن هذه التقنية لن تكون متاحة على السيارات المزودة بالمعدات الحالية المعروفة اختصارًا بـ "Hardware 3".


بداية الأزمة: وعود جريئة لم تتحقق

لطالما أكد ماسك منذ عام 2016 أن سيارات تسلا مزودة بجميع المعدات التقنية اللازمة للقيادة الذاتية الكاملة وأن الأمر ما هو إلا مسألة وقت قبل أن يصدر تحديث برمجي يجعل هذه التقنية متاحة كليًا. وبدافع هذا الوعد، دفع العديد من العملاء في الولايات المتحدة مبالغ كبيرة وصلت إلى 12 ألف دولار للحصول على ميزة القيادة الذاتية الكاملة مستقبلاً.

ولكن ما كشفه ماسك مؤخرًا، خلال اجتماع مع المساهمين بالشركة، يشكّل اعترافاً صريحًا بمشكلة حقيقية. فقد قال بوضوح إن السيارات التي تحتوي على المعدات من الجيل الثالث "Hardware 3" لن تصل إلى مستوى القيادة الذاتية الكامل دون إجراء تحديث تقني إلى الجيل الأحدث "Hardware 4".

واصفًا هذه العملية بأنها "صعبة ومؤلمة"، وهو ما أثار الكثير من الجدل والإحباط بين ملاك السيارات الذين شعروا بأنهم تعرضوا نوعاً ما للخداع أو التضليل.


الغضب يتزايد.. وتسلا تتحمل المسؤولية المالية

هذا الاعتراف فتح أبواب الانتقادات بشكل واسع، فمن التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي والمنتديات على الإنترنت، بدا واضحًا أن الكثير من المشترين غاضبون من عدم دقة المعلومات التي أعطتها الشركة لعملائها سابقاً. وقد سارعت تسلا بعدها إلى محاولة تهدئة الغضب من خلال الإعلان عن تحملها تكلفة تحديث المعدات من النسخة الثالثة إلى النسخة الرابعة على نفقتها الخاصة.

هذا العرض قد يكون خفف من حدة الانتقادات لبعض الوقت، إلا أن التكاليف المرتبطة بهذا القرار ليست بسيطة إطلاقًا. فالمحللون يتوقعون أن تدفع تسلا مئات الملايين من الدولارات لتنفيذ هذه الترقيات، ويمكن لهذا القرار أن يؤثر بشكل ملحوظ على الوضع المالي للشركة والتي تواجه منافسة شديدة من شركات صينية واعدة مثل "إكس بينج"، الأمر الذي يجعل مسائل الإنفاق أكثر حساسية.


تاريخ محفوف بالتحديثات والتغييرات المفاجئة

يرى المنتقدون والمراقبون أن تحول تسلا المستمر بين الأجيال المختلفة من المعدات التقنية ليس بالأمر الجديد. ففي عام 2019، واجه أصحاب سيارات من جيلي Hardware 2 و Hardware 2.5 الأمر ذاته، واضطروا حينها إلى التحديث إلى Hardware 3. والآن، يتكرر السيناريو ذاته مع الانتقال المطلوب إلى Hardware 4، وهو ما يجعل المستهلكين يتساءلون: هل هذا يعني أن السيارات الحالية التي تتضمن Hardware 4 قد تصبح هي الأخرى قديمة خلال بضع سنوات؟


ماسك بين المبالغة وتحديات الواقع

رغم الوعود الكثيرة، لم تصل تكنولوجيا تسلا للقيادة الذاتية الكاملة حتى الآن إلى مرحلة تسمح لها بالعمل دون تدخل بشري كامل. بينما في المقابل، تحقق شركات منافسة، مثل "وايمو" و "كروز" و"إكس بينج"، تقدمًا واضحًا حيث بدأت بالفعل في طرح تجارب لخدمات التاكسي ذات القيادة الذاتية في مدن معينة.

وبالنظر إلى هذا الاعتراف الأخير من ماسك، أصبح من الواضح أن تحقيق قيادة ذاتية تامة آمنة وموثوقة لا يزال بعيد المنال وأن الطريق إليه أكثر تعقيدًا مما حاولت تسلا تصويره سابقًا. بل يرى بعض الخبراء والمتخصصين في مجال الروبوتات وتقنيات الاستشعار الذكي، أن المركبات تحتاج إلى تقنية "ليدار" المُعتمدة على الاستشعار بالليزر، وهو ما لا تتجه تسلا لاستخدامه وتفضل الاعتماد على الكاميرات وأجهزة الاستشعار التقليدية.


تباين الآراء... بين المحبطين والمرتضين بالواقع

من جهة أخرى، لم يخل المشهد من الآراء الإيجابية أيضًا. فمن بين مستخدمي سيارات تسلا من أكد أن تقنية القيادة الذاتية المساعدة المتوافرة حاليًا تتماشى بشكل رائع مع احتياجاتهم اليومية، وقد أعربوا عن رضاهم بشكل عام رغم عدم الوصول للقيادة الذاتية الكاملة التي وُعِدوا بها في البداية.

أما الآخرون، وخصوصًا الذين دفعوا مبالغ كبيرة في سبيل الحصول على الخدمة الكاملة، يشعرون بخيبة أمل كبيرة ويرون أن تسلا تقاعست عن الوفاء بوعودها. كثير من هؤلاء قد يكونون في انتظار التحديث على المضض، بينما البعض الآخر ربما قد اتخذ القرار بالفعل بالابتعاد عن علامة تسلا التجارية بصورة نهائية.

ذو صلة

تظل تسلا إذًا أمام تحدٍّ كبير للسير قدمًا وكسب ثقة المستهلكين مرة أخرى، عبر الوفاء الفعلي بوعودها والوضوح مع العملاء، لا سيما وأن تقنية القيادة الذاتية تحمل في طياتها قدرًا كبيرًا من المسؤولية القانونية والتقنية، ليس فقط في الولايات المتحدة بل في مختلف الأسواق العالمية.

ويبقى السؤال الأهم يدور في أذهان الكثيرين الآن: هل ستكون تلك التجربة الأخيرة من نوعها، أم أننا سنشهد مرة أخرى تحديثًا جديدًا في المستقبل القريب؟ الأيام وحدها هي القادرة على الإجابة.

ذو صلة