بريطانيا تدخل التاريخ: أول حاسوب كمي مضغوط بحجم خادم تقليدي… وبسوق قد يتجاوز 700 مليار يورو

3 د
كشفت بريطانيا عن أول حاسوب كمي مضغوط بحجم خادم تقليدي.
يستخدم الجهاز تقنية السيليكون لدمج الكيوبتات بشكل مألوف وفعال.
الآلة الجديدة تعمل داخل ثلاث خزائن خوادم في المركز الوطني للحوسبة الكمية.
الإبتكار يشمل منصة برمجيات كاملة للتطبيقات الكمية المتنوعة.
تقديرات السوق تشير إلى إمكانيات تصل إلى 722.
5 مليار يورو بحلول 2040.
في خبر اعتبره كثيرون نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا، كشفت المملكة المتحدة عن إنجاز غير مسبوق تمثل في تطوير أول حاسوب كمي مضغوط يمكن وضعه داخل بنية خوادم عادية، دون الحاجة إلى المرافق الضخمة والمعقدة التي اعتدنا ربطها بهذه التكنولوجيا المستقبلية. الإنجاز يضع بريطانيا في موقع الريادة العالمية وسط سباق محموم على تطوير الجيل المقبل من الحوسبة.
ثورة من قلب السيليكون
الشركة اللندنية “كوانتوم موشن” طورت جهازها مستخدمة **تقنية السيليكون (CMOS) النصف ناقل**، وهي نفس العملية التي تُصنع بها الشرائح الإلكترونية في الهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة. بدل الاعتماد على أنظمة فائقة التعقيد مثل الموصلات الفائقة أو الأيونات المحصورة، اعتمد الفريق على صناعة مألوفة تمكن من إنتاج ملايين الكيوبتات أوbits الكمّية على الرقائق نفسها المستخدمة في الإلكترونيات اليومية.
وهذا يفتح الباب أمام تصنيع واسع النطاق، مستفيداً من سلاسل الإنتاج القائمة دون انتظار بناء بنية تحتية خاصة.
حاسوب كمي داخل ثلاث خزائن فقط
الآلة الجديدة موضوعة حالياً في **المركز الوطني للحوسبة الكمية** في بريطانيا، حيث تعمل داخل ثلاث خزائن خوادم عادية بحجم 19 بوصة فقط. الجهاز يضم ثلاجة تبريد مخففة تصل إلى درجات قريبة من الصفر المطلق، مع دمج مباشر لوحدات التحكم والكيوبتات المصنوعة من السيليكون. هذه البنية المدمجة تعني أن المؤسسات لن تضطر لإعادة تهيئة مرافقها بالكامل عند الرغبة في استخدام التكنولوجيا الجديدة.
بهذا تتحول الحوسبة الكمية من مختبرات معقدة إلى أدوات أكثر قرباً للتطبيق الصناعي والبحثي.
منصة برمجية كاملة وتطبيقات عملية
لم يقتصر الابتكار على العتاد، بل شمل أيضاً **منصة برمجيات متكاملة** تتوافق مع بيئات تطوير مثل Qiskit من IBM وCirq من غوغل. بفضل هذه البنية يمكن للباحثين البدء في برمجة خوارزميات كمية دون الحاجة لبناء أنظمتهم من الصفر. الاستخدامات تتنوع من **نمذجة الجزيئات الدوائية**، إلى تحسين الشبكات المعقدة، مروراً بدعم الذكاء الاصطناعي عبر معالجة كمية أسرع وأكثر ذكاء. بل إن الآلة قادرة على إعادة ضبط نفسها ذاتياً بالاعتماد على خوارزميات تعلم آلي، ما يجعلها أكثر استقلالية وكفاءة.
سوق بمليارات اليوروهات
وفقاً لتقديرات “بوسطن كونسلتينغ غروب”، قد تتراوح القيمة السوقية للحوسبة الكمية عالمياً بين **76.5 مليار و722.5 مليار يورو بحلول 2040**. هذا الاتساع في نطاق التوقعات يعكس حجم عدم اليقين من سرعة تبنّي التكنولوجيا، لكنه يوضح أيضاً الإمكانات الاقتصادية الهائلة وراءها، خصوصاً في القطاعات المالية والطاقة والرعاية الصحية. حالياً، أغلب الاستخدامات المتوقعة ستكون عبر الحوسبة السحابية، بينما يُرجّح أن يظهر الجيل المخصص للمستهلكين الأفراد ما بين 2035 و2045.
بهذا الإنجاز، تبعث المملكة المتحدة رسالة واضحة: الحوسبة الكمية لم تعد حلماً بعيداً داخل مختبرات عملاقة، بل صارت أقرب إلى الاعتماد العملي، مستفيدة من التصنيع الصناعي المألوف لبناء أجهزة قابلة للتطوير والتوزيع. ومع سوق يطرق أبواب مئات المليارات من اليوروهات، يبدو أن دخول عصر الحوسبة الكمية المحمولة داخل خوادم تقليدية لم يعد سوى مسألة وقت قصير.









