بعد تراجع أرباح تسلا… تصريح ناري من ماسك: مصيرنا من مصير أمريكا!

3 د
واجهت تسلا انخفاضًا حادًا في أرباحها بسبب توترات تجارية وسياسات إيلون ماسك.
أعلن ماسك تخفيف نشاطاته السياسية للتركيز أكثر على إدارة تسلا.
تراجعت إيرادات تسلا بنسبة 9%، فيما تراجع صافي الأرباح بنسبة 71%.
شملت خطط تسلا المستقبلية إطلاق سيارات اقتصادية وخدمة سيارات الأجرة الآلية "روبوتاكسي".
شهدت شركة تسلا للسيارات الكهربائية انخفاضًا حادًا في أرباحها للربع الأول من العام الحالي، وذلك بسبب عوامل متعددة أبرزها التوترات التجارية وتأثير الارتباط السياسي للرئيس التنفيذي إيلون ماسك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي هذا السياق، أعلن ماسك مؤخرًا عن عودته لتركيز جهوده بشكل أساسي على إدارة الشركة، والتخفيف من نشاطاته السياسية والعمل الحكومي.
تراجع كبير في الإيرادات والأرباح
بحسب تقرير نتائج الشركة المالية الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي، انخفضت إيرادات تسلا بنسبة 9% لتصل إلى 19.3 مليار دولار، في حين تراجع صافي الأرباح بنسبة هائلة بلغت 71% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مسجلة بذلك أقل مستوى ربحية للشركة منذ خمس سنوات.
ومن أبرز أسباب هذا التراجع -وفقًا لمحللين وخبراء- القرارات والسياسات التي اتخذها ماسك خلال عمله الحكومي ضمن إدارة ترامب الثانية، حيث تسبب دعمه الواضح للإدارة وتوجهاتها السياسية في إثارة جدل واسع خاصة بين مناصري تسلا ومستخدمي سياراتها، ما أدى إلى دعوات متزايدة من قِبل قطاعات من الجمهور لبداية مقاطعة الشركة احتجاجًا على مواقف ماسك السياسية.
ضغوط شعبية تتزايد بسبب المواقف السياسية لماسك
لم يتوقف الأمر عند حد الدعوة للمقاطعة فحسب، بل انتشرت في مدن أمريكية وأوروبية مظاهرات ضد تسلا، وتعامل بعض المحتجين بعنف مع متاجر ومراكز خدمة السيارات التابعة للشركة. وتأتي هذه التحركات في ظل ربط كثير من المستهلكين بين تسلا من جهة وبين ماسك وتأييده لسياسات مثيرة للجدل من جهة أخرى، الأمر الذي وضع الشركة تحت ضغوط إضافية كان لها أثر واضح على نتائجها المالية.
ماسك يُعيد ترتيب أولوياته
في مكالمة هاتفية مع المستثمرين والصحفيين، أعلن إيلون ماسك بوضوح أنه يعتزم تخصيص مزيد من وقته لقيادة تسلا خلال الفترة المقبلة، وقال:
"سأقضي وقتًا أطول بكثير داخل الشركة اعتبارًا من الشهر القادم"
لكنه أكد أيضًا أنه لن يترك دوره الحكومي بالكامل، وإنما سيقلص من مستوى تدخله وجهوده ليتفرغ لمتابعة أجندة تسلا، إذ توقع أن يقضي يومًا واحدًا أو يومين في الأسبوع مخصصين لمسؤولياته الحكومية.
ويرى ماسك أن دوره في الحكومة كان ضروريًا للعمل على تقليص الهدر والفساد من جهة، ولدعم الاقتصاد الأمريكي من جهة أخرى. وقال معلقًا:
"إن لم ننقذ السفينة الأمريكية فإن تسلا ستغرق معها"
معبرًا عن قناعته بأن مصلحة تسلا مرتبطة بشكل قوي بمصلحة واستقرار الاقتصاد في الولايات المتحدة
خطط الشركة للمستقبل القريب
على الرغم من التراجع في نتائج الشركة مؤخرًا، صرح مسؤولو تسلا أنهم ما زالوا متمسكين بخططهم لإطلاق سيارات أكثر اقتصادية في النصف الأول من هذا العام، وأعلنت الشركة عن اقتراب إطلاق خدمة سيارات الأجرة الآلية "روبوتاكسي" التي تتم قيادتها ذاتيًا بمدينة أوستن في تكساس، إضافة إلى طرح منتجات ذكية أخرى مثل الروبوت الشهير "أوبتيموس".
ورغم هذه الخطط الطموحة التي تراهن عليها الشركة لاستعادة شعبيتها وإعادة ضبط بوصلتها التجارية، ينظر بعض المحللين بقلق لهذه المشاريع بسبب ظروف السوق والتحديات التنظيمية المتزايدة، معتبرين أن الوقت مبكر جدًا للرهان على نجاح هذه الأفكار في تعزيز عوائد الشركة بصورة سريعة.
هل يعود تألق تسلا قريبًا؟
حصلت أسهم تسلا على دعم بالفعل بعد تصريحات ماسك الأخيرة برغبته العودة بقوة لإدارة الشركة، حيث قفزت أسهمها في التداولات اللاحقة بحوالي 5%. ويبدو أن السوق تأمل في استعادة الثقة بالشركة مرة أخرى إذا نجح ماسك في التركيز مجددًا وبشكل كامل على إدارتها.
ومع استمرار تأثير التداعيات السياسية والتجارية في الأسواق العالمية، يبقى الرهان على قدرة تسلا على استعادة ريادتها في مجال السيارات الكهربائية مرتبطًا بقدرة إيلون ماسك على إقناع الجمهور والمستثمرين بأنه ملتزم بصورة تامة بإدارة شركته دون تشتيت، وبعيدًا عن الأجندات السياسية التي قد تكلف الشركة الكثير.